الحديد ومنافعة

قال الله سبحانه وتعالى : (( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)) (الحديد: من الآية25) ..

قال أشهر علماء العالم في مؤتمرات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم الدكتور استروخ وهو من أشهر علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء : لقد أجرينا أبحاثا كثيرة على معادن الأرض وأبحاثا معملية .. ولكن المعدن الوحيد الذي يحير العلماء هو الحديد .. قدرات الحديد لها تكوين مميز .. إن الالكترونات والنيترونات في ذرة الحديد لكي تتحد فهي محتاجة إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية .. ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض .. ولابد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ..

ذكر المفسرون : وأنزلنا بمعنى خلقنا وجعلنا وقدرنا لأن الحديد يكون أكثر من 35 % من كتلة الأرض ، وتتكون الأرض من قلب صلب من الحديد ثم يليه لب سائل أغلبه من الحديد ، ثم أربعة أوشحة متمايزة يشكل الحديد فيها نسبة عالية ثم الغلاف الصخري للأرض وفيه نسبة جيدة من الحديد ، ولم يكن أحد يتخيل أن كل هذا الحديد أرسل إلى الأرض من الفضاء ، كما ذكرته الآية فبدأ العلماء يدرسوا تركيب الجزء المدرك من الكون ، فلاحظوا أن الغالبية الساحقة من مادة الكون هو غاز النيتروجين وهو أخف العناصر ، غاز الهيدروجين يكون وحدة أكثر من 74 % من مادة الكون ، يليه في الكثرة غاز الهيليوم وهو يكون أكثر من 24 % من مادة الكون ، وأصبح الهيليوم هو العنصر رقم 2 ، وهما يكونان معاً أكثر من 98 % من مادة الكون وباقي العناصر المختلفة ( 105 ) عناصر تكون أقل من 2 % من مادة الكون ، هذه الملاحظة دفعت عالمين كبيرين معاصرين أن يضعا نظرية اسمها " نظرية تأصل العناصر" بمعنى أن ( 105 ) عناصر المعروفة لنا بما فيها الذهب والفضة والنحاس والرصاص والقصدير والبلاتين تكونت أصلاً من غاز الهيدروجين بعملية الاندماج النووي التي هي وقود النجوم وهي عملية مبهرة للإنسان حقيقة ..

وقد اكتشف العلماء أخيراً نجماً كاملاً من الألماس ، الذي أصبح حلم كل عروس ، وكل من يريد الثراء ، وهي ماسة كتلتها ملايين الأطنان . والعناصر كلها تتكون في الفضاء أمام ناظرينا في داخل النجوم ، فحينما نظروا إلى الشمس وجدوا درجة حرارة سطح الشمس ( 6000 درجة مئوية ) ودرجة حرارة جوفها (20 مليون ) درجة مئوية ..

من أين أتي حديد الأرض ؟

توجد نجوم أبعد من الشمس في السماء تسمى المستعرات ، شديدة الحرارة تصل فيها درجة الحرارة من 300 ألف مليون درجة مئوية إلى 400 ألف مليون درجة مئوية يتكون بداخلها الحديد ، فإذا وصلت كمية الحديد إلى 50 % من كتلة النجم إي أن قلب النجم كله حديد تتوقف العملية بالكامل ، وعندئذ ينفجر النجم ، وإذا انفجر تناثرت أشلاؤه في صفحة الكون وتدخل بقدر الله في مجال جاذبية أجرام سماوية أخرى تحتاج إلى هذا الحديد نرى ذلك يحدث الآن ، ونرى نيازك حديدية تصل إلى الأرض مثل ما حدث في السودان ، نزل في مدينة جوبا نيزك كتلته ( 90 طناً ) ونحن نعلم أن النيزك أغلبه يحترق باحتكاكه بالغلاف الغازي ، ووصول ( 90 طناً ) من الحديد الصافي يعني أن كتلته كانت أكبر من ذلك بكثير أضعاف هذه الكتلة .

نرى النيازك الحديدية تصل إلينا إلى الأرض وتصل إلى القمر وإلى المجموعات الأخرى مما دفع العلماء إلى تصور أن الأرض حينما انفصلت عن الشمس لم تكن سوى كومة من الرماد .

رماد ليس فيه أثقل ولا أخف من الألمنيوم ثم رجمت بوابل من النيازك الحديدية ، هذا الحديد استقر في لب الأرض وبدأ يصهر هذه الكومة من الرماد فما يزنها إلى سبع أرضيين ، الحديد طبعاً دخل إلى جوف الأرض واستقر فيها لأنه أعلى كثافة من باقي المواد التي هي الرماد فكون سبع أرضيين ، لب صلب داخلي أغلبه من الحديد والنيكل ثم لب سائل حوله أغلبه من الحديد والنيكل ، ثم أربعة أوشحة متمايزة كل منها فيها نسب متفاوتة من الحديد ثم الغلاف الصخري وفيه نسبة عالية من الحديد ، هذا التصور هو الوحيد الذي يمكن أن يفسر لنا انتشار الحديد في كل طبقات الأرض الداخلية ولا يمكن أن يفسر وجود الحديد لغير ذلك ..

(( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )) ...

الحديد وعدده الذري ووزنه الذري في القرآن الكريم !

يقول الدكتور زغلول النجار :

حينما كنت ألقي محاضرة عن الإعجاز العلمي في القرآن وذكرت ما ذكرته عن الحديد في جامعة ملبورن باستراليا منذ أربع سنوات إبان مؤتمر سيدني فوقف أستاذ الكيمياء في هذه الجامعة وقال : يا سيدي هل حاولت أن تقارن بين رقم سورة الحديد في القرآن الكريم والوزن الذري للحديد ورقم الآية في السورة والعدد الذري للحديد ، ونحن نعلم أن لكل عنصر وزن ذري وله رقم ذري ..

فقلت له لا ، لأن موضوع الأرقام موضوع خطير ، وإذا لم يتعامل معه الإنسان بدقة شديدة قد يدمر نفسه ، فقال لي أرجوك حينما تعود إلى بلدك ، أن تتحقق من هذه القضية وأن تبلغني بها ، فلما وصلت إلى القاهرة لم أستطع أن أقاوم إغراء التحقق من هذه القضية أسرعت إلى الكتب العلمية في الكيمياء والجدول الدوري للعناصر والقرآن الكريم فأذهلني أن أجد أن رقم سورة الحديد في القرآن هي الوزن الذري للحديد وأن رقم الآية في السورة هو العدد الذري للحديد ، ويعجب الإنسان هل يمكن أن يكون هذا صدفة ، وأنا لا أعلم هل هذا الأستاذ هو مسلم أم لا ؟ وقال لي : حينما تصل إلى أمر فقط أخبر العلماء الذي استضافوك وهم سيخبرونني !! ..

آية قرآنية توصل إلى اختراع خرسانة تقاوم الزلازل

توصلت عالمة مصرية لاختراع يحمى المنشئاَت والمبانى من مخاطر الزلازل وعمليات الهدم والتخريب ، وحصلت بموجبه على وسام الاستحقاق ضمن عشرة علماء على مستوى العالم تم تكريمهم فى لندن فى شهر مايو الماضى ، الاختراع الذى توصلت إليه المهندسة الدكتورة ليلى عبد المنعم يتمثل فى تكوين خرسانة مسلحة من " حوائط البيتومين من الحديد المنصهر" معتمدة فى اختراعها على آية قرآنية كريمة فى سورة الكهف كمرجع أول فى هذا الاختراع وهى قوله تعالى :

(( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً ، فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً )) (الكهف:96- 97)

وتقول الدكتورة ليلى عبد المنعم : أن الهدف هو بناء حائط البيتومين مع الحديد المنصهر (القار) وهو من منتجات البترول ( عوادم البترول) لكى يتم بناء الحوائط والقواعد الخرسانية أو عزل الاعمدة بهذه الطريقة ، يتم استخدام الحديد المنصهر مع الاسفلت بدلا عن " خلطة الاسفلت" وتبطن به الاماكن المعرضة لرشح المياه كالحمامات وكذلك قاعدة وجوانب القواعد الخرسانية فى السدود والمصارف المعرضة بالمياه كذلك المبانى المقاومة للزلازل أو حتى الصواريخ ويشير البحث الى ان استخدام حجارة من كتل اسمنتية مع حديد التسليح ثم يوضع البيتومين والحديد المنصهر حول هذه الحجارة مما ينتج عنه مقاومة هائلة للزلازل كما انه يساعد على عمر اطول للبناية ..

وأظهر البحث أن حوائط البيتومين مع الحديد المنصهر ذات حمولة وتحمل يفوق غيرها من مواد البناء المعروفة حيث يستبدل الحجر (الطوب) بحجر خرسانى ثم تستبدل الخلطة الاسمنتية أى المادة التى يلصق بها البناء بالبيتومين والحديد المنصهر وبذلك يمكن الحصول على بناء يقاوم جميع عوامل التعرية وقوة الزلازل وغيرها من القوى المؤثرة من الخارج مهما بلغت مما يجعل تلك الحوائط أو القواعد أو اغطية الاعمدة قوية التحمل إلى درجة عالية كما يلاحظ ان هذه الحوائط يمكن تكوينها بالمصانع ونقلها الى مكان التركيب وقد حصل هذا البحث ، كما أفادت وكالة الانباء السعودية ، على براءة اختراع من اكاديمية البحث العلمى بالقاهرة مؤخراً لما يمتاز به من رسوم وارقام ووثائق هامة يستحق من كل المهتمين مصريين وعرباً الإلتفات إليه و إلى أهميته والاستعانة به فى مواجهة الأخطار

تحيـــــــــــــــاتي لكم عادل عمر ))hhh_552@hotmail.com((